بسم الله الرحمن الرحيم
سيرتي الشخصية
الحمد لله رب العالمين، حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده. يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين، إنك حميد مجيد؛ وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وآل كل وصحب كل، وعلى جميع الصحابة الكرام والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنك وكرمك يا ذا الجلال والإكرام، عدد خلقك، وزنة عرشك، ورضا نفسك، ومداد كلماتك، في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علمك، كلما ذكرك الذاكرون، وغفل عن ذكرك الغافلون. أما بعد؛
فقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوْبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوْا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيْمٌ خَبِيْرٌ﴾ (سورة الحجرات: الآية 13). فأودُّ أن أمتثل ما أراده اللهُ سبحانه وتعالى من عبادِهِ في هذه الآية الكريمة، فأعرِّفكم - أيها الأحباب الأعزَّاء الكرام - على نفسي الحقيرة الفقيرة إلى رحمة الله تعالى ورضوانه وغفرانه حتى يتحقق حسنُ التعارف بيني وبينكم في الله تعالى، وتتوطَّدَ بيني وبينكم آصرةُ المحبة والأخوةِ الإسلامية التي لا تدانيها أيَّةُ آصرةٍ دنيويةٍ زائلة.
فهذه نُبْذة موجزة من معلوماتي الشخصية التي لا بد من ذكرها من أجل التعارف والتآخي في الله تعالى وتبادل الإفادة والاستفادة بيني وبينكم إن شاء الله تعالى، فأقول:
* اِسْمي: وَانْ مُحَمَّدٌ نَاصِرُ بْنُ وَانْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بن وان إسماعيل بن وان يوسف. وَكَلِمَةُ «وَانْ» اِسْمُ عَائِلَةٍ كَبِيْرَةٍ مُنْتَشِرَةٍ فِيْ أَنْحَاءِ مَالِيْزِيَا وفطاني الواقعة في جنوب تَيْلَنْد وغيرهما من البلاد المجاورة.
* مولدي: وُلِدتُ - والحمد لله أولا وآخرا - سَنَةَ 1973م فِيْ تِرِنْجَانُوْ (Terengganu)، وَلَايَةٍ فِيْ شَرْقِ شِبْهِ جَزِيْرَةِ مَالِيْزِيَا.
* تعلمي ودراستي: كَانَ أَوَّلُ مَا تَلَقَّيتُ الْعُلُوْمَ الدِّيْنِيَّةَ وَالْعَرَبِيَّةَ – والحمد لله رب العالمين - عَلَى يَدِ وَالِدِيْ العزيز الشَّيْخِ وَانْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ وَانْ إِسْمَاعِيْلَ، حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى ورحمه وغفر له في الدارين، كَمَا جَالَسْتُ الشَّيْخَ الْجَلِيْلَ عَبْدَ الرَّحْمٰنِ بْنَ أَحْمَدَ الْفَطَانِيَّ رحمه الله تعالى. وتَخَصَّصتُ فِيْ الدِّرَاسَةِ الدِّيْنِيَّةِ وَالْعَرَبِيَّةِ فِيْ الْقِسْمِ الثَّانَوِيِّ بِمَدْرَسَةِ السُّلْطَانِ زَيْنِ الْعَابِدِيْنَ الثَّانَوِيَّةِ الْعَالِيَةِ بِتِرِنْجَانُوْ (1989-1992م)، ثُمَّ فِيْ الْجَامِعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ بِالْمَدِيْنَةِ الْمُنَوَّرَةِ (1993-1997م)، ثُمَّ فِيْ جَامِعَةِ الْأَزْهَرِ الشريف بمصر (2000-2001م) حَيْثُ نِلْتُ دَرَجَةَ الْإِجَازَةِ الْعَالِيَةِ (اللِّيْسَانْس) فِيْ الشَّرِيْعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ.
* من شيوخي الذين تأثرتُ بهم تأثرا عظيما واستفدت منهم استفادة كثيرة في المدينة المنورة: الشيخ الجليل محمد بن محمد المختار الشنقيطي، والشيخ الجليل عطية محمد سالم المصري رحمهما الله تعالى وغفر لهما ورضي عنهما في الدارين. آمين.
* عقيدتي: عقيدة أهل السنة والجماعة على طريقة الأشاعرة الهُداة المهتدين غير الضالين ولا المضلين، الطريقةِ الجامعة بين مذهبَيِ السلف والخلف الصالِحَيْنِ، طريقةِ جماهير الأمة الإسلامية من الأئمة والمحدثين والفقهاء والمتكلمين والخلفاء والأمراء عبر القرون السالفة إلى يوم القيامة إن شاء الله تعالى، رغم أنوف الحاقدين والأدعياء المخالفين. هدانا الله وإياهم جميعا لدينه القويم ومنهاجه السليم. آمين. هذه عقيدتي التي أحيا بها وأموت عليها، وأدين الله تعالى بها، من غير أن أكفِّر أحدا من المسلمين بلا حجة من الله تعالى وبرهان، على طريقة أئمة أهل السنة والجماعة وأتباعهم المهتدين.
* مذهبي الفقهي: المذهب الشافعي من غير تشدد فيه ولا تقليد أعمى بلا معرفة الدليل، مع قبول للمذاهب الفقهية المعتبرة الأخرى.
* طريقتي ومذهبي في التصوف: اتباع تعاليم التصوف الصحيح الذي رسمه الأئمة المعتبرون كالفضيل بن عياض والحارث المحاسبي والغزالي والقشيري والنووي وغيرهم رحمهم الله تعالى رحمة واسعة، مع الحذر من البدع والضلالات التي ليس لها وجه صحيح في الدين مثل وحدة الوجود والحلول والاتحاد والباطنية ومخالفة الشريعة بدعوى الولاية الباطلة وغير ذلك.
* نظرتي العامة للإسلام والحياة: أرى أن الإسلام دين شامل لجميع نواحي الحياة عقيدةً وشريعة وطريقة، وسياسةً وحُكْمًا واقتصادًا، ودِيْنًا ودولةً، ودُنْيَا وأخرى، بلا تفريق ولا تجزئة للدين، على منهج الكتاب والسنة وطريقة الأئمة الهادين المهديين.
هذا، وأرجو من حضراتكم يا إخواني وأخواتي في الله تعالى ألا تنسوني في دعواتكم الصالحة ومناجَيَاتِكم الخالصة لربكم العليِّ القدير، ولا سيما في جوف الليل وأنتم قائمون راكعون ساجدون تدعون ربكم خوفا وطمعا. حَفِظَني اللهُ تَعَالَى وإياكم، وَوَفَّقَني وإياكم جميعا لما يحبه ويرضاه، وَغَفَرَ لي ولكم جميع الذنوب والخطايا والسيئات والعظائم والجرائم في الدنيا والآخرة، ولوالدِيْنَا وذرياتنا وذوي الحقوق علينا، ولأئمتنا وعلمائنا ودُعاتنا ومعلمينا ذكورهم وإناثهم، أوليهم وآخريهم، ولسائر المُسْلِمِيْنَ والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، برحمته التي وَسِعت كل شيء وسبقتْ غضبَهُ، إنه ولي ذلك والقادر عليه. آمِيْنَ يا حي، يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وبارَكَ وسلَّمَ تسليما كثيرًا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه الفقير إلى رحمة الله تعالى ورضوانه وغفرانه في الدارين: أبو عبد الودود بن عبد الوهاب، ليلة الأربعاء، 7 جمادى الآخرة 1442هـ = 20 يناير 2021م.