Isti'azah

أَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

Aku berlindung dengan Allah daripada syaitan yang direjam (dengan tahi bintang, dilaknat dan dijauhkan daripada segala kebaikan).

Basmalah

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ

(Aku mulakan hanya) dengan nama Allah Yang Maha Merahmati (seluruh makhluk-Nya di dunia), lagi Maha Mengasihani (di akhirat akan para hamba-Nya yang beriman).

Salam

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ

Semoga keselamatan, kesejahteraan, rahmat dan keberkatan daripada Allah Ta‘ala dilimpahkan ke atas kalian.

Ahlan wasahlan

أَهْلًا وَسَهْلًا وَمَرْحَبًا بِكُمْ جَمِيْعًا فِيْ هٰذِهِ الصَّفْحَةِ الْمَقْصُوْدَةِ مِنْهَا الدَّعْوَةُ إِلَى سَبِيْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. هَدَانِيَ اللهُ تَعَالَى وَإِيَّاكُمْ جَمِيْعًا لِدِيْنِهِ الْقَوِيْمِ، وَصِرَاطِهِ الْمُسْتَقِيْمِ، وَنُوْرِهِ الْمُبِيْنِ. وَجَعَلنَا مِنَ الْهُدَاةِ الْمُهْتَدِيْنَ الرَّاضِيْنَ الْمَرْضِيِّيْنَ فِيْ الدَّارَيْنِ. آمِيْنَ، يَا حَيُّ، يَا قَيُّوْمُ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

Selamat datang kalian ke blog ini yang bertujuan untuk berdakwah ke jalan Allah ‘Azza wajalla. Semoga Allah Ta‘ala memberi hidayah kepada saya dan kalian semua kepada agama-Nya yang betul, jalan-Nya yang lurus dan cahaya-Nya yang jelas lagi menerangi, serta menjadikan kita semua sebahagian daripada para hamba-Nya yang memberi hidayah kepada orang lain, mendapat hidayah pada diri sendiri, yang redha kepada Tuhan mereka, lagi diredhai oleh-Nya di dua alam (dunia dan akhirat). Perkenanlah doa kami, wahai Tuhan Yang Maha Hidup, wahai Tuhan Yang Maha Mentadbir seluruh makhluk-Nya dengan sendiri-Nya, wahai Tuhan Yang Mempunyai keagungan dan kemuliaan.

Ikhlaskan niat

Marilah Sama-Sama Kita Ikhlaskan Niat kerana Allah Subhanahu wata‘ala

عَنْ أَبِيْ حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ. وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى. فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ؛ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ. وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيْبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا؛ فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ.»

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (أَيْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى)

Ertinya: (Diriwayatkan) daripada Abu Hafs ‘Umar bin al-Khottob radhiyallahu ‘anhu bahawa beliau berkata, “Aku telah mendengar Rasulullah sollallahu ‘alaihi wasallam bersabda, ‘Sesungguhnya segala amalan hanyalah (dinilai, dikira dan sah) dengan niat. Sesungguhnya untuk setiap orang hanyalah apa yang dia niatkan. Oleh itu, sesiapa yang hijrahnya adalah kepada Allah dan Rasul-Nya, maka hijrahnya adalah kepada Allah dan Rasul-Nya (yakni hijrahnya itu diterima dan diberi ganjaran oleh Allah subhanahu wata‘ala). Sesiapa yang hijrahnya adalah kepada dunia yang dia ingin memperolehinya atau kepada seorang wanita yang dia ingin mengahwininya pula, maka hijrahnya adalah kepada apa yang dia berhijrah kepadanya (yakni hijrahnya itu sia-sia di sisi Allah subhanahu wata‘ala dan tidak diterima oleh-Nya).’”

Muttafaq alaih (yakni diriwayatkan oleh al-Bukhari dan Muslim rahimahumallahu ta‘ala)

26 Januari 2021

Tazkirah Jumaat di Masjid Pulau Ketam, Kuala Terengganu, 12.1.2018

https://drive.google.com/file/d/1ipxAYMEQPp3WPX7feiqLEoH_fJbznRzk/view?usp=sharing

Khutbah Jumaat di Masjid Pulau Ketam, Kuala Terengganu, 9.2.2018

https://drive.google.com/file/d/1hLzoo7XVIOK5kv-hduEEFqCfAgkpUKJA/view?usp=sharing

Khutbah Jumaat di Masjid Pulau Ketam, Kuala Terengganu, 12.1.2018

https://drive.google.com/file/d/1_UTtdxZNV8TU8FUGJejMaSaDRZ-xP8MP/view?usp=sharing

Kuliah pendek di Surau as-Sufi, Selayang, Selangor, 26.1.2021

https://drive.google.com/file/d/1LSX3mFLr6Iqbx1oxljGpqAYe8zXU0F-t/view?usp=sharing

حكم الموسيقى في الإسلام

هذا الموضوع مكتوب في شكل بي.دي.إف (PDF) فافتحه بهذا العنوان، نفع الله تعالى بهذا من شاء من عباده في الدنيا والآخرة، آمين آمين آمين يا رب العالمين:

25 Januari 2021

ما نيتك الحقيقية، يا أخي الحبيب؟


ما نيتك الحقيقية، يا أخي الحبيب؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيبَ الكريمَ - جعلني الله سبحانه وتعالى وإياك من المتحابِّيْن والمتآخِيْن فيه - قبل كل شيء، أحبُّ أن أذكِّر نفسي وإياك بأن نخلصَ نياتِنا ومقاصدَنا في كل شيءٍ من عملٍ أو قولٍ أو حالٍ أو غيرِ ذلك. وقبل أن تواصِلَ التجوُّلَ والتنزُّهَ والاستفادةَ من هذا الموقع إن شاء الله تعالى عليك أن تسأل نفسك وتحاسبَها بكل صدقٍ قائلا في نفسك: «ما نيتي وما قصدي في استخدام الإنترنيت؟ وماذا أريد من خلالِ تجوُّلي ونظري في هذا الموقع؟ وهل أفعل ذلك لله عز وجل أو لغيره من المقاصد الدنيئة غير المرضية عند ربي المطَّلعِ على سرائر قلبي وخفايا نفسي؟»

فتنبيهًا لنفسي ولكل واحد من عباد الله وإمائه سبحانه وتعالى أن هذا الموقع لا يُقْصَدُ منه السبُّ والشتمُ والجدالُ بالباطل والمماراةُ وكشفُ عوراتِ الناس وعيوبِهِمْ واغتيابُهم وغيرُ ذلك من الأغراض المحرمة والضارة.

وإنما الغرضُ والقصدُ من هذا الموقع هو بيانُ الحق ونُصرتُه، والدعوةُ إلى اللهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ والمجادلةِ بالتي هي أحسنُ، ابتغاءَ وجهِ اللهِ سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وطلبًا للأجر والمثوبةِ عنده سبحانه وتعالى، مِصداقًا لقولِه تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (سورة فصِّلت: الآية 33)، ولِقولِ رسولِنا المصطفى سيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم: «الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ.» هذا الحديث رواه البزَّار عن سيدنا ابن مسعود؛ والطبرانيُّ في الكبير عن سيدنا سهلِ بْنِ سعدٍ وسيدِنا ابنِ مسعودٍ رضي الله عنهم أجمعين. وصححه الإمامُ السُّيوطيُّ رحمه الله سبحانه وتعالى. انظر: الجامع الصغير، للإمام السيوطي، الحديث برقم 4246. والله أعلم.

ولمعرفةِ أهميةِ الإخلاصِ لله سبحانه وتعالى في كل شيء، فانظر معي - أخي العزيز - إلى الحديث الصحيح المشهور المرويِّ عَنْ سَيِّدِنَا أَبِيْ حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ. وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى. فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ؛ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ. وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا؛ فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ.» هٰذَا الْحَدِيْثُ رَوَاهُ الْأَئِمَّةُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُوْ دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَحْمَدُ رَحِمَهُمُ اللهُ سبحانه وتَعَالَى أَجْمَعِيْنَ بِأَلْفَاظٍ مُتَقَارِبَةٍ، بَعْضُهَا أَطْوَلُ مِنْ بَعْضٍ، وَفِيْ بَعْضِهَا تَقْدِيْمٌ وَتَأْخِيْرٌ. وَهٰذَا اللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ رحمه الله سبحانه وتعالى، أَوْرَدَهُ فِيْ كِتَابِ الْأَيْمَانِ وَالنُّذُوْرِ، بَابِ النِّيَّةِ فِي الْأَيْمَانِ، 11/580 مَعَ فَتْحِ الْبَارِيْ، حَدِيْثِ 6689. وَلَفْظُ مُسْلِمٍ رحمه الله سبحانه وتعالى مِثْلُهُ إِلَّا قَوْلَهُ: «إِلَى دُنْيَا»؛ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ «لِدُنْيَا». اُنْظُرْ: صَحِيْحَ مُسْلِمٍ، كِتَابَ الْإِمَارَةِ، 13/47-48، حَدِيْثَ 1907. وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

هذا، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم جميعا من أهل الإخلاص حقا في الدنيا والآخرة، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. آمين آمين آمين، يا رب العالمين.

كتبه الفقير إلى رحمة الله سبحانه وتعالى ورضوانِه وغفرانِه: أبو عبد الودود بنُ عبدِ الوهَّاب، يومَ الاثنين، 12 جُمَادَى الآخرة 1442هـ = 25 يناير 2021م

19 Januari 2021

عمر عائشة رضي الله عنها حين زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ

عمر عائشة رضي الله عنها حين زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم

السؤال: فضيلة الأستاذ، حفظكم الله تعالى في الدارين، عندي سؤال عن عُمْرِ سيدتنا عائشة رضي الله عنها حين تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. هل صحيحٌ أن عمرها كان ست سنوات؟ أسألكم هذا السؤال لأني سمعت بعض أهل العلم يقول: إن قصة زواج سيدتنا عائشة رضي الله عنها بالنبي صلى الله عليه وسلم وعمرها ست سنين غير صحيحة، بل هي قصة كاذبة ملفقة وضعها الشيعة منذ قرون للطعن في سيدتنا عائشة رضي الله عنها، كرهًا وبغضًا لأبيها سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه. فهل هذا الكلام صحيح؟ جزى الله فضيلتكم على جوابكم.

الجواب: أخي السائل العزيز، زادني الله وإياك فقها في الدين وعلما نافعا، إن قصة زواج سيدتنا عائشة رضي الله عنها بنبينا المصطفى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قصةٌ صحيحة، وحاشا لله أن تكون كاذبة ملفقة من وضع الشيعة، هداهم الله تعالى.

فلا أدري من أين جاءت هذه الدعوى الغريبة التي تخالف ما هو معروف ومشهور في كتب السيرة وغيرها. ولم أسمع عن هذه الدعوى إلا الآن، والله المستعان. فإن المشهور لدى الجميع كما هو مذكور ومسطور في كتب العلماء رحمهم الله تعالى أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها تزوجها النبي المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعمرها ست سنين على القول الأصح. وقيل: سبع سنين. وبنى بها النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع سنين.

فها أنا بعون الله تعالى ذاكرٌ لك يا أخي السائلَ العزيز زادني الله وإياك علما نافعا حديثين صحيحين رواهما الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في صحيحيهما:

1-      عَنْ عُرْوَةَ رحمه الله تعالى قال: «تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ. وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ. وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا.» (رواه البخاري، برقم 4761)

2-      عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بِنْتُ سِتٍّ. وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ. وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانَ عَشْرَةَ.» (رواه مسلم، برقم 2550)

فهذان الحديثان دليلان صريحان في هذه المسألة. فلهذا قال الإمام الحافظ الثقة المشهور أبو زكريا يحيى بن شرف النووي (631-676هـ) في كتابه تهذيب الأسماء واللغات (1/933): «روى البخاري رحمه الله في صحيحه في باب مناقب خديجة رضي الله عنها عن عروة رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديحة (أي بعد وفاتها) بثلاث سنين. وروى البخاري رحمه الله أيضًا في باب مناقب عائشة رضي الله عنها عن عروة رحمه الله تعالى قال: توفيت خديجة رضي الله عنها قبل مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين. فلبِثَ سنتين أو قريبًا من ذلك. فنكح عائشة رضي الله عنها، وهي بنت ست. وبنى بها، وهي بنت تسع سنين.» انتهى كلام الإمام النووي رحمه الله تعالى.

وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى في موضع آخر من كتابه المذكور نفسه في ترجمة السيدة عائشة رضي الله عنها (1/943، الترجمة برقم 1180): «كنية عائشة أم عبد الله. كناها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّ عبد الله بابن أختها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين. وذكر أبو بكر بن أبى خيثمة رحمه الله تعالى في تاريخه عن ابن إسحاق رحمه الله تعالى أن عائشة رضي الله عنها أسلمت صغيرةً بعد ثمانيةَ عشرَ إنسانًا ممن أسلم. تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة لسنتين في قول أبي عبيدة رحمه الله تعالى. وقال غيره: بثلاث سنين. وقيل: سنة ونصف أو نحوها. وهي بنت ست سنين. وقيل: سبع. والأول أصح. وبنى صلى الله عليه وسلم بها بعد الهجرة بالمدينة بعد مُنْصَرَفِه من بدر في شوالِ سنةِ اثنتين، بنتَ تسع سنين. وقيل: بنى بها بعد الهجرة بسبعة أشهر. وهو ضعيف. وقد أوضحت ضعفه في أول شرح صحيح البخاري.» انتهى كلام الإمام النووي رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

ففي كلام الإمام النووي رحمه الله تعالى هذا الجوابُ الوافي الشافي الواضح الكافي في هذه المسألة. ولله الحمد والمنة. ثم دعوى أن هذه القصةَ كاذبةٌ ملفقة من وضع الشيعة للطعن في سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه غيرُ صحيحة وغير معقولة. فأي طعن، وأي عيب، وأي ذنب، وأي ضرر في الزواج بالصغيرة سنا إذا كان الزواج برضا الجميع بلا إكراه ولا إضرار بالصغيرة، ولا سيما أن المتزوج بها خيرُ الخلق أجمعين سيدُنا المصطفى صلى الله عليه وسلم؟

فإذا صح الدليل في مسألة من المسائل؛ وجب المصير إليه والقول به، ولا سيما إذا ذكره الأئمة الأجلاء والعلماء الكبار رحمهم الله تعالى. وذلك من باب التمسك بالسنة واحترام العلماء ورثة الأنبياء وإحسان الظن بهم، وإن لم يذكروا الدليل، والله تعالى أعلم.

وبالله تعالى التوفيق والهداية إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

المراجع

1-      الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (صحيح البخاري): الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري (المتوفى 256هـ) - في المكتبة الشاملة.

2-      الجامع الصحيح المسمى صحيح مسلم: الإمام أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (المتوفى 261هـ) - في المكتبة الشاملة.

3-      تهذيب الأسماء واللغات: الإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي (المتوفى 676هـ). تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا - في المكتبة الشاملة.

 

كتبه الفقير إلى رحمة الله تعالى ورضوانه وغفرانه: أبو عبد الودود بن عبد الوهاب،

ليلة الأربعاء، 7 جمادى الآخرة 1442هـ = 19 يناير 2021م 

فضائل عاشوراء وأحداثه

بسم الله الرحمن الرحيم

فضائل عاشوراء وأحداثه

أولا: فضائل عاشوراء

1- ما هو يوم عاشوراء؟

قال الترمذي: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ r بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ يَوْمُ الْعَاشِرِ. قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَوْمُ التَّاسِعِ. وقَالَ بَعْضُهُمْ: يَوْمُ الْعَاشِرِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ، وَخَالِفُوا الْيَهُودَ. وَبِهذَا الْحَدِيثِ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَقُ. انتهى.

2- صامه نوح ومن ومعه بعد الطوفان:

قال القرطبي في تفسير الآية 44 من سورة هود: الجودي جبل بقرب الْمَوْصل. استوت عليه في العاشر من المحرم يوم عاشوراء. فصامه نوح وأمر جميع من معه من الناس والوحش والطير والدواب وغيرها فصاموه شكرا لله تعالى. وقد تقدم هذا المعنى. وقيل: كان ذلك يوم الجمعة. اهـ.

3- صوم قريش وأهل الجاهلية عاشوراء في الجاهلية:

4- صوم عاشوراء قبل فرض رمضان:

أ) حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَكَانَ رَسُولُ اللهِ r يَصُومُهُ. فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ، قَالَ: مَنْ شَاءَ صَامَهُ. وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ. متفق عليه.

ب) حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ r صَامَهُ وَالْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ رَمَضَانُ. فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللهِ. فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ. متفق عليه.    

ج) حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ: دَخَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، اُدْنُ إِلَى الْغَدَاءِ. فَقَالَ: أَوَلَيْسَ الْيَوْمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَهَلْ تَدْرِي مَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ r يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ شَهْرُ رَمَضَانَ. فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ. متفق عليه.   

5- عدم وجوب صوم عاشوراء:

أ) حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ خَطِيبًا بِالْمَدِينَةِ، يَعْنِي: فِي قَدْمَةٍ قَدِمَهَا. خَطَبَهُمْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ، يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r يَقُولُ لِهذَا الْيَوْمِ: هذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ. وَلَمْ يَكْتُبِ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ. وَأَنَا صَائِمٌ. فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ. وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِرْ. متفق عليه.

ب) حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ t قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ r رَجُلاً مِنْ أَسْلَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ: مَنْ كَانَ لَمْ يَصُمْ فَلْيَصُمْ. وَمَنْ كَانَ أَكَلَ، فَلْيُتِمَّ صِيَامَهُ إِلَى اللَّيْلِ. متفق عليه.

6- فَضْلُ صَوْمِ عَاشُوْرَاءَ:

* اِهْتِمَامُ النَّبِيِّ r بِهِ:

أ) حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ: مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ r صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى الأَيَّامِ إِلاَّ هذَا الْيَوْمَ، وَلا شَهْرًا إِلا هذَا الشَّهْرَ. يَعْنِي رَمَضَانَ. متفق عليه.  

ب) عَنْ حَفْصَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ r: صِيَامَ عَاشُورَاءَ وَالْعَشْرَ وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ. رواه النسائي.

* تَكْفِيْرُ السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ:

أ) عَنْ أَبِي قَتَادَةَ t: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ. وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ. رواه مسلم واللفظ له، وأبو داود وأحمد.

7- فضل عاشوراء وما حدث فيه من إنجاء موسى وإغراق آل فرعون:

أ) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ r لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا، يَعْنِي: عَاشُورَاءَ. فَقَالُوا: هذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ. فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلّهِ. فَقَالَ: أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ. فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه وأحمد. وهذا لفظ البخاري.

8- صوم تاسوعاء مع عاشوراء:

عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ r يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ، صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ. قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ r. رواه مسلم واللفظ له، وأبو داود وأحمد.

9- تصويم الصغار عاشوراء:

حَدِيثُ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ r غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ: مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ. وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ. فَكُنَّا بَعْدَ ذلِكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ. فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ، أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الإِفْطَارِ. متفق عليه.

ثانيا: أحداث عاشوراء

الحدث الأول: استواء سفينة نوح عليه السلام على الجودي.

قال الله : ﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (سورة هود: 44)

قال القرطبي في تفسير الآية 44: أي هلاكا لهم. الجودي جبل بقرب الْمَوْصل. استوت عليه في العاشر من المحرم يوم عاشوراء. فصامه نوح وأمر جميع من معه من الناس والوحش والطير والدواب وغيرها فصاموه شكرا لله تعالى. وقد تقدم هذا المعنى. وقيل: كان ذلك يوم الجمعة. اهـ.

قصة نوح

من تفسير القرطبي:

* اسمه: قال الإمام الثعالبي في كتاب العرائس: هو نوح بن لامك بن متوشلح بن أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام. (انظر: تهذيب الأسماء للنووي 2/132).

* إلى من أرسل؟: أرسل إلى أولاد قابيل ومن تابعهم من ولد شيث. قال ابن عباس: وكان بطنان من ولد آدم، أحدهما يسكن السهل، والآخر يسكن الجبل. وكان رجال الجبل صِبَاحا وفي النساء دمامة، وكان نساء السهل صِباحا وفي رجالهن دمامة. فكثرت الفاحشة في أولاد قابيل. وكانوا قد كثروا في طول الأزمان وأكثروا الفساد. فأرسل الله إليهم نوحا وهو ابن خمسين سنة. (انظر: تهذيب الأسماء للنووي 2/132). ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (الأعراف: 59). ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنْ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِي (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(4) ﴾ (سورة نوح). ونوح أول الرسل إلى الأرض بعد آدم عليهما السلام بتحريم البنات والأخوات والعمات والخالات. (القرطبي)

* متى بعث؟: قال الكلبي: بعد آدم بثمانمائة سنة.

* عمره حين بعث: روي عن ابن عباس أن نوحا عليه السلام بعث وهو ابن أربعين (40) سنة. وقال وهب: بعث نوح وهو ابن خمسين (50) سنة. وقال عون بن شداد: بعث نوح وهو ابن ثلثمائة وخمسين (350) سنة.

* مدة دعوته: قال ابن عباس: وبقي في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاما، كما أخبر التنزيل. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ، فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا. فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ (العنكبوت: 14). ثم عاش بعد الطوفان ستين سنة، حتى كثر الناس وفشوا.

* دعوة نوح وجواب قومه: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا(1) (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)﴾ (سورة نوح (71)، جزء 29، 28 آية، مكية).

ذكر الحافظ ابن عساكر في التاريخ له عن الحسن: أن نوحا أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. فذلك قوله تعالى: ﴿ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما﴾ (العنكبوت: 14). وكان قد كثرت فيهم المعاصي، وكثرت الجبابرة وعتوا عتوا كبيرا. وكان نوح يدعوهم ليلا ونهارا، سرا وعلانية. وكان صبورا حليما، ولم يلق أحد من الأنبياء أشد مما لقي نوح. فكانوا يدخلون عليه فيخنقونه حتى يترك وقيذا، ويضربونه في المجالس ويطرد، وكان لا يدعو على من يصنع به، بل يدعو لهم ويقول: رب اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون. فكان لا يزيدهم ذلك إلا فرارا منه، حتي إنه ليكلم الرجل منهم فيلف رأسه بثوبه، ويجعل أصبعيه في أذنيه لكيلا يسمع شيئا من كلامه. فذلك قوله تعالى: ﴿وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في أذانهم واستغشوا ثيابهم﴾ (نوح: 7).  وقال مجاهد وعبيد بن عمير: كانوا يضربونه حتى يغشى عليه. فإذا أفاق قال: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.  وقال ابن عباس: إن نوحا كان يضرب، ثم يلف في لَبَدٍ (صُوْف)، فيلقى في بيته يرون أنه قد مات. ثم يخرج فيدعوهم، حتى إذا يئس من إيمان قومه، جاءه رجل معه ابنه وهو يتوكأ على عصا. فقال: يا بني، انظر هذا الشيخ، لا يغرنك. قال: يا أبت، أمكني من العصا. فأمكنه فأخذ العصا، ثم قال: ضعني في الأرض فوضعه. فمشى إليه بالعصا فضربه، فشجه شجة مُوْضِحَة (كاشطة أي: مُزِيْلة عن العظم) في رأسه، وسالت الدماء. فقال نوح: رب، قد ترى ما يفعل بي عبادك. فإن يك لك في عبادك خيرية فاهدهم. وإن يك غير ذلك، فصبرني إلى أن تحكم، وأنت خير الحاكمين.

* وحي الله إليه بعدم إيمان قومه: فأوحى الله إليه وآيسه من إيمان قومه. وأخبره أنه لم يبق في أصلاب الرجال ولا في أرحام النساء مؤمن. وقال: ﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ (هود: 36) أي: لا تحزن عليهم.

* دعاء نوح: ﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) ﴾ (نوح)

* صنع الفلك: ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ (39) ﴿واصنع الفلك بأعيننا ووحينا﴾ قال: يا رب وأين الخشب؟ قال: اغرس الشجر. قال: فغرس الساج (jati) عشرين سنة. وكف عن الدعاء، وكفوا عن الاستهزاء. وكانوا يسخرون منه. فلما أدرك الشجر، أمره ربه فقطعها وجففها. فقال: يا رب، كيف أتخذ هذا البيت؟ قال: اجعله على ثلاثة صور: رأسه كرأس الديك، وجؤجؤه كجؤجؤ الطير، وذنبه كذنب الديك. واجعلها مطبقة. واجعل لها أبوابا في جنبها، وشدها بدُسُرٍ، يعني مسامير الحديد. وبعث الله جبريل فعلمه صنعة السفينة، وجعلت يده لا تخطئ. قال ابن عباس: كانت دار نوح عليه السلام دمشق. وأنشأ سفينته من خشب لبنان بين زمزم وبين الركن والمقام).

* ما في الفلك: ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ اصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾ (المؤمنون: 27). فلما كملت، حمل فيها السباع والدواب في الباب الأول. وجعل الوحش والطير في الباب الثاني، وأطبق عليهما. وجعل أولاد آدم أربعين رجلا وأربعين امرأة في الباب الأعلى وأطبق عليهم. وجعل الذَّرَّ معه في الباب الأعلى لضعفها ألا تطأها الدواب.

قال الزهري: إن الله عز وجل بعث ريحا، فحمل إليه من كلٍ زوجين اثنين من السباع والطير والوحش والبهائم. وقال جعفر بن محمد: بعث الله جبريل فحشرهم. فجعل يضرب بيديه على الزوجين، فتقع يده اليمنى على الذكر، واليسرى على الأنثى، فيدخله السفينة. وقال زيد بن ثابت: استصعبت على نوح الماعزة أن تدخل السفينة، فدفعها بيده في ذنبها. فمن ثم انكسر ذنبها فصار معقوفا، وبدا حياؤها. ومضت النعجة حتى دخلت فمسح على ذنبها، فستر حياؤها.

قال إسحاق: أخبرنا رجل من أهل العلم أن نوحا حمل أهل السفينة. وجعل فيها من كلٍ زوجين اثنين. وحمل من الهدهد زوجين. فماتت الهدهدة في السفينة قبل أن تظهر الأرض. فحملها الهدهد فطاف بها الدنيا ليصيب لها مكانا. فلم يجد طينا ولا ترابا، فرحمه ربه فحفر لها في قفاه قبرا فدفنها فيه. فذلك الريش الناتئ في قفا الهدهد موضع القبر. فلذلك نتأت أقفية الهداهد. وقال رسول الله r: كان حمل نوح معه في السفينة من جميع الشجر. وكانت العجوة من الجنة مع نوح فى السفينة.

وذكر صاحب كتاب العروس وغيره: أن نوحا عليه السلام لما أراد أن يبعث من يأتيه بخبر الأرض، قال الدجاج: أنا. فأخذها وختم على جناحها. وقال لها: أنت مختومة بخاتمي، لا تطيري أبدا. أنت ينتفع بك أمتي. فبعث الغراب، فأصاب جيفة فوقع عليها، فاحتبس فلعنه. ولذلك يقتل في الحل والحرم، ودعا عليه بالخوف. فلذلك لا يألف البيوت. وبعث الحمامة، فلم تجد قرارا. فوقعت على شجرة بأرض سيناء، فحملت ورقة زيتونة، ورجعت إلى نوح. فعلم أنها لم تستمكن من الأرض. ثم بعثها بعد ذلك. فطارت حتى وقعت بوادي الحرم. فإذا الماء قد نضب من مواضع الكعبة. وكانت طينتها حمراء، فاختضبت رجلاها. ثم جاءت إلى نوح عليه السلام فقالت: بشراي منك أن تهب لي الطوق في عنقي، والخضاب في رجلي، وأسكن الحرم. فمسح يده على عنقها وطوقها، ووهب لها الحمرة في رجليها، ودعا لها ولذريتها بالبركة. وذكر الثعلبي أنه بعث بعد الغراب التدرج، وكان من جنس الدجاج. وقال: إياك أن تعتذر. فأصاب الخضرة والفرجة فلم يرجع. وأخذ أولاده عنده رهنا إلى يوم القيامة.

* إهلاك قوم نوح: ﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا﴾ (نوح: 25). ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (46) (سورة هود، رقم 12، جزء 12، ص225 - 227)

* استواء الفلك على الجودي: ﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (سورة هود: 44) الجودي جبل بقرب الْمَوْصل. وقد قيل: إن الجودي اسم لكل جبل. ويقال: إن الجودي من جبال الجنة، فلهذا استوت عليه. استوت عليه في العاشر من المحرم يوم عاشوراء. فصامه نوح وأمر جميع من معه من الناس والوحش والطير والدواب وغيرها فصاموه شكرا لله تعالى. وقد تقدم هذا المعنى. وقيل: كان ذلك يوم الجمعة. اهـ.  وروي أن الله تعالى أوحى إلى الجبال أن السفينة ترسي على واحد منها فتطاولت. وبقي الجودي لم يتطاول تواضعا لله. فاستوت السفينة عليه وبقيت عليه أعوادها. وفي الحديث أن النبي r قال: لقد بقي منها شيء أدركه أوائل هذه الأمة. وقال مجاهد: تشامخت الجبال وتطاولت لئلا ينالها الغرق. فعلا الماء فوقها خمسة عشر ذراعا، وتطامن الجودي وتواضع لأمر الله تعالى فلم يغرق، ورست السفينة عليه. ويقال: أكرم الله ثلاثة جبال بثلاثة نفر: الجودي بنوح، وطور سيناء بموسى، وحراء بمحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

* الناس من ذرية نوح: وفي كثير من كتب الحديث من سنن الترمذي وغيره أن جميع الخلق الآن من ذرية نوح عليه السلام. وذكر النقاش عن سليمان بن أرقم عن الزهري أن:

1. العرب وفارس والروم وأهل الشام وأهل اليمن من ولد سام بن نوح.

2. والسند والهند والزنج والحبشة والزط والنوبة وكل جلد أسود من ولد حام بن نوح.

3. والترك وبربر ووراء الصين ويأجوج ومأجوج والصقالبة كلهم من ولد يافث بن نوح. والخلق كلهم ذرية نوح. انتهى كلام القرطبي.

* من دروسها:

1- قدرة الله فوق كل قدرة: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ (الأنعام: 18)

2- الهداية من الله تعالى:

أ) ﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ (التحريم: 10)

ب) ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ، وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ: يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلاَ تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ: سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ. قَالَ: لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ. وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ، فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ: يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ، وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي. وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ، وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ. وَقِيلَ: بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي، وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ، وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ: يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ، إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ. فَلاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ. إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)﴾ (سورة هود)

3- طريق الدعوة شاق صعب فيه بلاء عظيم.

 

الحدث الثاني: نجاة موسى عليه السلام.

* عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ r لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا، يَعْنِي: عَاشُورَاءَ. فَقَالُوا: هذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ. فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلّهِ. فَقَالَ: أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ. فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه وأحمد. وهذا لفظ البخاري.

* اسم موسى: موسى بن عمران بن يصهر بن قاهت بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.

* تذكير الله بني إسرايل بهذه النعمة: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (50)﴾ (سورة البقرة)

* يأس موسى من إيمان فرعون ودعاؤه عليهم: ﴿وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ {أي: امسخها} وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ، فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ (يونس: 88)

* ما حدث قبيل الإغراق: ﴿وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنْ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78)﴾ (سورة طه) وقال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ {طائفة} قَلِيلُونَ {قيل: كانوا 670 ألفا، ومقدمة جيش فرعون 700 ألف فقللهم بالنظر إلى كثرة جيشه- الجلالين} (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ {متيقظون} (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِي (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)﴾ (سورة الشعراء).

* إيمان فرعون ولا ينفعه وإنجاء بدنه: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ (90) أَالْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)﴾ (سورة طه) في عاشوراء المحرم، كما في حديث صوم عاشوراء.

* تتمة: السحرة مع موسى: ﴿فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمْ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ(42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ {أي: تبتلع ما يقلبون بتمويههم- الجلالين} (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ {لا ضرر علينا في ذلك} إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)﴾ (سورة الشعراء).

والله سبحانه وتعالى أعلم.

جمعه الفقير إلى رحمة الله تعالى ورضوانه وغفرانه: أبو عبد الودود بن عبد الوهاب،

يوم الثلاثاء، 6 جمادى الآخرة 1442هـ = 19 يناير 2021 م

 

 

 



(1)  أي: لا ترجون منه ثوابا، ولا تخافون منه عقابا (القرطبي).

Mengenali mazhab Wahhabi, 19.1.2021

MENGENALI MAZHAB WAHHABI (وَهَّابِيٌّ)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ

Pendahuluan

    Dalam bahasa Arab, mazhab Wahhabi dipanggil al-Wahhabiyyah (اَلْوَهَّابِيَّةُ). Manakala orang yang beraliran ini digelar Wahhabi (وَهَّابِيٌّ). Wahhabiyyah dan Wahhabi ialah nama khas yang dilabelkan ke atas mereka oleh para ulama yang menentang mereka supaya mereka dikenali oleh umat Islam dengan jelas.

    Wahhabi ialah orang Islam yang mendakwa diri mereka sebagai pengikut sebenar as-Salaf as-Solih dalam bab akidah, fekah dan sebagainya. Mereka tidak mengaku diri mereka sebagai Wahhabi. Sebaliknya, mereka menggunakan nama Salaf yang mulia sebagai gelaran mereka, padahal manhaj dan cara mereka banyak yang bercanggah dengan cara Salaf yang sebenar. Hanya para ulama sahaja yang benar-benar mengetahui baik dan buruk golongan Wahhabi ini.

    Dalam nota ringkas ini, saya berharap saya dapat memberikan sedikit gambaran kepada umat Islam yang prihatin tentang Wahhabi ini supaya kita semua berhati-hati dan mengenali setiap golongan dan mazhab. Dengan itu, insyaallahu taala, kita akan selamat dan tidak terpengaruh dengan keindahan slogan mereka dan kepetahan mereka bercakap melalui TV, radio, ceramah, forum dan sebagainya.

    Namun, catitan ringkas saya ini tidak akan berguna melainkan bagi orang yang belum terjerat dengan Wahhabi dan tidak ta‘assub kepadanya. Jika sudah terpengaruh, biasanya susah untuk dibaiki lagi kerana mereka tidak akan percaya melainkan kepada ulama mereka sahaja. Wallahul hadi ila siratihil mustaqim.

Permulaan Dakwah Wahhabiyyah

    Penggerak utama aliran baru ini ialah Syeikh Muhammad bin ‘Abdil Wahhab yang dilahirkan pada tahun 1115 Hijri (1703 Masihi) di al-‘Uyainah (الْعُيَيْنَةُ), suatu tempat berdekatan Riyadh di Saudi sekarang. Beliau meninggal dunia pada tahun 1206 Hijri (1791 Masihi).[1]

    Dalam menjayakan dakwah beliau, Syeikh Muhammad bin ‘Abdil Wahhab mendakwa bahawa beliau memperjuangkan akidah Salaf dan mengikut aliran Imam Ibnu Taimiyyah rahimahullah. Untuk mengukuhkan pengaruh dan kuasanya, Syeikh Muhammad bin ‘Abdil Wahhab berkerjasama dengan pengasas kerajaan Saudi pada masa itu yang berjuang menentang Khilafah Uthmaniyyah dengan bantuan dan sokongan negara kafir dan musuh Allah Taala, iaitu British.

    Ini satu bukti sejarah bahawa Wahhabiyyah tidak betul kerana mana mungkin negara kafir seperti British yang menentang Khilafah Islam Uthmaniyyah mahu berkerjasama dan menolong pihak yang benar?

    Lihatlah pada hari ini, pihak yang benar-benar berjuang Islam tidak akan ditolong oleh British dan sekutu-sekutunya. Inilah yang dihadapi oleh para pejuang Islam di Chenchen, Gaza, Afghanistan dan lain-lain. Negara-negara kafir hanya menolong pihak yang berguna kepada mereka yang boleh berkerja untuk mereka dan boleh memecahbelahkan umat Islam.

Antara Pendapat-Pendapat Khas Wahhabi

    Saudara dan saudari yang saya kasihi! Golongan Wahhabi mempunyai banyak perbezaan dengan majoriti umat Islam yang berpegang dengan mazhab Asy‘ariyyah dan Maturidiyyah dalam bab akidah, dan dengan mazhab empat dalam bab fekah.

    Puncanya ialah golongan Wahhabi mempunyai cara sendiri dalam beramal dengan al-Quran dan sunnah Nabi sollallahu ‘alaihi wasallam. Mereka ini bolehlah dianggap sebagai Zhohiriyyah (ظَاهِرِيَّةٌ) masa kini, iaitu satu golongan umat Islam yang berpegang dengan makna yang zahir pada ayat-ayat al-Quran dan hadis-hadis Nabi sollallahu ‘alaihi wasallam, berdasarkan kefahaman mereka yang sempit, ta‘assub dan memandai-mandai.

    Mereka tidak rasa bersalah untuk memilih mana-mana pendapat ulama yang berlawanan dengan majoriti ulama. Mereka berbuat demikian dengan alasan mengikut al-Quran dan as-Sunnah dengan cara mereka dan kefahaman mereka sendiri. Akhirnya, banyak hukum yang mereka hendak ubah dan bid‘ahkan. Ramai pula ulama yang mereka hukum sebagai sesat, kaki bid‘ah dan seumpamanya.

    Mereka lebih suka berkelahi dengan para ulama dan orang Islam yang suka beribadat, berzikir, membaca al-Quran dan sebagainya. Pada masa yang sama, mereka membiarkan musuh-musuh Allah subhanahu wata‘ala yang jelas seumpama cahaya matahari di tengah langit sepeti kuffar Yahudi, Nasrani, Amerika, British dan sebagainya.

    Berikut ialah sebahagian daripada pendapat-pendapat Wahhabi yang bercanggah dengan majoriti ulama Islam sejak dahulu lagi, iaitu:

  1. Ayat-ayat dan hadis-hadis Sifat Allah subhanahu wata‘ala dihuraikan mengikut makna zahirnya serta menyerahkan hakikatnya kepada Allah ta‘ala. Sebagai contoh, mereka berkata, “Allah ta‘ala benar-benar beristiwa’ (اِسْتِوَاءٌ) di atas ‘Arasy dengan Zat-Nya dengan makna berada dan meninggi di atasnya.” Kerana itulah mereka boleh bertanya soalan ini, “Di manakah Allah?” Mereka juga berkata, “Allah Taala benar-benar turun dengan Zat-Nya ke langit dunia setiap malam, berdasarkan beberapa buah hadis.”
  2. Mentakwil ayat-ayat dan hadis-hadis Sifat Allah ta‘ala atau mentafwidhkannya kepada Allah ta‘ala adalah bid‘ah yang sesat.
  3. Tidak ada majaz (مَجَازٌ) dalam Bahasa Arab sama sekali. Oleh itu, majaz juga tiada dalam al-Quran dan as-Sunnah. Justeru, mereka perpegang dengan makna yang zahir atau makna asal sesuatu ayat al-Quran dan hadis.
  4. Bid‘ah ada satu jenis sahaja, iaitu bid‘ah sesat (بِدْعَةُ ضَلَالَةٍ), dan tiada bid‘ah hasanah (yang baik dan elok) sama sekali.
  5. Hadis daif (ضَعِيْفٌ) ditolak dan tidak boleh diamalkan sama sekali, seperti hadis-hadis talqin mayat selepas ditanam, kelebihan membaca Yasin, kelebihan memakai serban dan seumpamanya.
  6. Taqlid tidak diharuskan sama sekali bagi setiap muslim. Maka setiap orang mestilah beramal dengan apa yang dia fahami benar serta berdalil, sekali pun tidak mengikut empat mazhab utama feqah.
  7. Qunut solat subuh adalah bid‘ah sesat, padahal ia persoalan khilaf yang sudah dibahaskan sejak zaman dahulu dan mempunyai dalil-dalil daripada hadis Nabi sollallahu ‘alaihi wasallam.
  8. Wirid dan doa beramai-ramai serentak selepas solat adalah bid‘ah sesat.
  9. Mengharamkan perbuatan isbal (إِسْبَالٌ), iaitu melabuhkan kaki seluar, jubah, kain atau sebagainya lebih rendah daripada buku lali, sekalipun tidak ada kesombongan, takabbur dan riyak.
  10. Talqin mayat selepas ditanam adalah bid‘ah sesat dan haram.
  11. Mengharamkan bermusafir ke Madinah Munawwarah untuk menziarahi kubur Nabi sollallahu ‘alaihi wasallam, begitu juga ke tempat-tempat yang lain daripada tiga buah masjid utama Islam, iaitu Masjid Haram, Masjid Nabawi dan Masjid Aqso.
  12. Mengharamkan sambutan Maulid Nabi sollallahu ‘alaihi wasallam dan sambutan-sambutan keagamaan yang seumpamanya.
  13. Menghukum amalan tawassul dengan orang yang sudah mati termasuk dengan Rasulullah sollallahu ‘alaihi wasallam, para nabi ‘alaihimussalam, para wali dan sebagainya sebagai syirik dan kufur. Bagi mereka, ramai umat Islam syirik dengan sebab ini. Na‘uzubillahi min zalik.

Beberapa Kesan Wahhabi dalam Masyarakat

    Saudara dan saudari yang saya kasihi! Lantaran cara pemahaman, sifat melampau, pegangan akidah yang berbeza, hukum-hakam yang bercanggah dengan para ulama mazhab empat, maka banyak kesan buruk yang menyedihkan timbul di kalangan umat Islam di semua tempat yang Wahhabi masuk dan bertapak. Berikut saya senaraikan sebahagian kesan buruk tersebut untuk muhasabah kita semua:

  1. Ketegasan yang melampau (التَّشَدُّدُ) dalam agama dan mementingkan pendapat sendiri, sekalipun bercanggah dengan semua ulama lain atau dengan majoriti ulama sejak zaman Salaf.
  2. Tidak menghormati pendapat ulama yang berbeza dengan mereka, sekalipun ulama yang agung seperti Imam an-Nawawi, al-Ghazali, Ibnu Hajar al-Asqolani, as-Subki, al-Qurtubi dan lain-lain rahimahumullah. Mana yang secocok dengan pegangan mereka sahaja, mereka sebut-sebutkan dan jaja ke serata tempat. Mana yang tidak secocok dengan mereka pula pasti mereka menolaknya, cuba sembunyikan faktanya dan tidak suka menyebutnya kepada orang ramai.
  3. Membid‘ahkan dan menghukum sesat akan semua pihak yang bercanggah dengan mereka sama ada dalam bab akidah, feqah mahupun lainnya.
  4. Berkelompok sesama mereka secara ta‘assub dan hanya percaya kepada para ulama mereka sahaja seperti Ibnu Taimiyyah, Ibnu al-Qayyim, Bin Baz, Ibnu Uthaimin, al-Albani dan para ustaz tempatan yang sealiran dengan mereka sahaja. Jika mereka berkuasa di masjid, surau atau sebagainya, mereka hanya menjemput para ilmuan yang sealiran dengan mereka sahaja untuk menyebarkan lagi mazhab mereka dan mengelakkan kekeliruan dalam hati para pengikut mereka.
  5. Memecahbelahkan masyarakat Islam dengan perkara-perkara khilafiyyah atau far‘iyyah kerana mereka tidak menghormati pendapat orang lain.
  6. Memberi amaran kepada para pengikut mereka terhadap kitab-kitab ulama agung Islam seperti Ihya’ ‘Ulumiddin oleh Imam al-Ghazali, Fathul Bari Syarhu Sohihil Bukhari oleh Imam Ibnu Hajar al-‘Asqalani dan seumpamanya. Mereka sentiasa berpesan-pesan sesama mereka dengan berkata, “Awasilah bid‘ah-bid‘ah dan kesesatan-kesesatan yang ada dalam kitab-kitab tersebut.” Sebab itulah, mereka bertindak menyaring buku-buku ulama silam, menghukum semula hadis-hadis Nabi sollallahu ‘alaihi wasallam dengan hukum al-Albani, meringkaskan kitab-kitab besar ulama silam seperti Tafsirul Imam Ibni Kathir, Fathul Bari Syarhu Sohihil Bukhari dan lain-lain dengan niat untuk membuang mana-mana kandungan yang tidak sealiran dengan mereka.
  7. Tidak memberi kebebasan kepada para pengikut dan pelajar mereka untuk memilih, berbincang dan mengkaji kitab-kitab penentang mereka kerana takut terpengaruh dan keburukan aliran mereka akan terdedah.
  8. Bebas daripada empat mazhab fekah dan memandang sepi kepada kitab-kitabnya. Mereka hanya memilih apa yang mereka suka sahaja yang sependapat dengan kata-kata para ulama mereka. Mana-mana yang tidak sebulu, mereka akan pinggirkan.
  9. Menentang ilmu tasowwuf secara umum dan menolak semua aliran tarekat dengan alasan semua itu bid‘ah. Akhirnya, orang Wahhabi tiada kehalusan adab Islam, kelembutan hati, sifat tawadhuk dan sebagainya yang sentiasa ada pada diri para ulama dahulu yang memang mengamalkan tasowwuf dalam kehidupan mereka.

Penentang Terkenal Mazhab Ibnu Taimiyyah dan Wahhabi

    Sejak dahulu lagi, aliran Ibnu Taimiyyah dan Wahhabi telah ditentang oleh para ulama muktabar yang sezaman dengan mereka, apatah lagi yang datang selepas mereka. Antara para ulama yang terkenal yang menentang aliran ini ialah:

  1. Syaikhul Islam Imam Taqiyyuddin ‘Ali bin ‘Abdil Kafi as-Subki (683-756 Hijri) rahimahullah, seorang ulama ulung mazhab Syafi‘i, yang hidup sezaman dengan Imam Ibnu Taimiyyah (661-728 Hijri). Antara buku-buku karangan Imam as-Subki rahimahullah yang membahaskan kata-kata Ibnu Taimiyyah ialah Syifa’ as-Siqam fi Ziyarati Khairil Anam.[2]
  2. Al-‘Allamah Muhammad Zahid bin al-Hasan al-Kauthari (الْكَوْثَرِيُّ) (1296-1371 Hijri / 1879-1952 Masihi) rahimahullah yang hidup pada zaman Khilafah Uthmaniyyah.[3]
  3. Syeikh Hasan as-Saqqaf rahimahullah, salah seorang ulama masa kini.
  4. Dr. Syeikh Muhammad Sa‘id Ramadhan al-Buti rahimahullah.

Hukum Orang Wahhabi

    Sejak dahulu lagi, sudah timbul perbahasan hangat dan perbezaan pendapat antara para ulama muktabar rahimahumullah tentang hukum orang seperti Imam Ibnu Taimiyyah, Syeikh Muhammad bin ‘Abdil Wahhab dan para pengikut mereka sebagaimana berikut:

  1. Sebahagian ulama menghukum mereka sebagai kafir.
  2. Sebahagian ulama pula menyokong, memuji dan terpengaruh dengan mereka.
  3. Sebahagian ulama pula menghukum mereka sebagai sesat dan golongan bid‘ah, tetapi tidak mengkafirkan mereka.
  4. Sebahagian ulama pula tawaqquf, iaitu mengambil jalan tengah dan tidak memberikan kata putus tentang mereka.

    Bagi saya, golongan Wahhabi adalah sama seperti golongan yang lain selepas Nabi sollallahu ‘alaihi wasallam dan para sahabatnya radhiyallahu ‘anhum. Golongan Wahhabi ada perkara-perkara yang baik dan yang buruk. Antara yang baik pada mereka ialah kemahuan yang kuat pada diri mereka untuk mengikut al-Quran, as-Sunnah dan Salaf. Namun, mereka melampau, keras kepala dan tidak bertolak ansur.

    Manakala antara perkara-perkara buruk yang besar yang ada pada mereka pula ialah mendakwa bahawa Allah subhanahu wata‘ala bertempat di atas ‘Arasy, turun dengan Zat-Nya ke langit dunia, orang Islam menjadi syirik dengan sebab bertawassul dengan Nabi sollallahu ‘alaihi wasallam, mengharamkan banyak perkara yang khilaf tanpa warak dan takwa kepada Allah subhanahu wata‘ala, dan sebagainya.

    Walaupun begitu, saya tidak setuju dengan tindakan sebahagian umat Islam kini atau sebelum ini yang berani mengkafirkan Imam Ibnu Taimiyyah dan puak Wahhabi kerana perbuatan kafir-mengkafirkan adalah sangat bahaya dan tidak dibenarkan melainkan apabila ada dalil yang jelas yang diijmakkan oleh para ulama seperti orang yang berkata, “Solat lima waktu tidak wajib,” “zina itu halal,” “judi dan zina itu tidak salah,” “tuhan itu bukan Allah sahaja,” “hudud itu tidak wajib,” dan seumpamanya.

    Adapun dalam isu-isu yang dibangkitkan oleh Imam Ibnu Taimiyyah dan golongan Wahhabi pula, para ulama Islam sejak dahulu lagi tidak ijmak dalam mengkafirkan mereka. Sebab itulah, ada empat pendapat di atas. Jika kita tetap mengkafirkan mereka, maka apa bezanya kita dengan sebahagian Wahhabi yang suka mengkafirkan orang Islam, sehingga ada ustaz Wahhabi yang berani mengkafirkan Imam Hasan al-Banna, Sayyid Qutub dan sebagainya.

    Bertakwalah kita semua kepada Allah subhanahu wata‘ala kerana bahaya lidah sangat besar kerana kalau kita silap menuduh orang lain sebagai kafir, maka kita pula yang kafir sebagaimana amaran Nabi sollallahu ‘alaihi wasallam dalam sebuah hadis sahih yang berbunyi:

إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيْهِ: يَا كَافِرُ؛ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا.

Maksudnya: Apabila seseorang lelaki (begitu juga wanita) berkata kepada saudaranya (yang muslim), “Wahai si kafir,” maka sesungguhnya salah seorang daripada mereka pasti telah kembali dengan kata-kata itu (yakni telah menjadi kafir. Jika yang dituduh itu memang kafir di sisi Allah Taala, maka dialah yang kafir. Sebaliknya, jika yang dituduh itu tidak kafir, maka penuduh itu pula yang kafir. Nauzubillahi min zalik).[4]

    Oleh itu, marilah kita semua warak dalam bab kafir-menkafirkan ini melainkan dengan sebab-sebab yang telah diijmakkan oleh semua ulama muktabar.

    Insyaallahu ta‘ala, saudara dan saudari yang saya hormati lagi kasihi, pada masa akan datang saya akan kupas isu ini dan isu-isu yang telah disebutkan sepintas lalu dalam artikel ini, satu persatu dengan lebih detail, berdalil dan berfakta untuk renungan kita semua. Insyaallah.

Apa Hukum Solat di Belakang Imam Wahhabi?

    Saya pernah ditanya oleh sebahagian jemaah yang datang ke kuliah saya selepas saya menyentuh persoalan Wahhabi ini, “Ustaz, kalau mazhab di Saudi itu mazhab Wahhabi, maka apa hukum kita solat di belakang imam mereka seperti di Masjid Haram dan Masjid Nabawi?”

    Jawapannya, wallahu ta‘ala a‘lam, ialah fakta pertama yang kita wajar fahami secara logik adalah bukan semua orang di Saudi itu Wahhabi, walaupun mazhab kerajaan Saudi ialah Wahhabi, manakala silibus sekolah, kolej dan universiti di sana juga Wahhabi.

    Hujahnya yang paling mudah ialah semua negara pun sama. Tiada sebuah negara pun yang hanya ada satu agama, satu ideologi, satu parti, satu mazhab, satu cara hidup, satu taraf hidup dan seumpamanya, sekalipun negara itu diperintah secara kuku besi dan diktator. Pasti ada perbezaan yang banyak atau sedikit.

    Ini memang sunnah Allah subhanahu wata‘ala di dunia ini. Bahkan di dalam syurga pun ada banyak darjat dan martabat, tinggi dan rendah, muqarrabin dan lain-lain. Di dalam neraka pun sama juga, azabnya berbagai-bagai tahapnya, na‘uzubillahi min zalik.

    Ini fakta yang pertama. Oleh itu, kita tidak boleh berkata dengan pasti bahawa imam itu atau imam ini adalah seorang Wahhabi tanpa sebarang bukti kukuh. Jika tiada bukti, kita diam sahaja dan berkata, “Allahu a‘lam.”

    Fakta kedua pula, jika benarlah seseorang imam solat itu Wahhabi, maka sesungguhnya dia masih orang Islam dan tidak kafir. Maka solatlah di belakangnya dan lupakanlah ke‘wahhabian’nya. Solat berjemaah kita sah selagi kita tidak berimamkan orang kafir, budak kecil yang belum mumayyiz dan sebagainya.

    Oleh itu, jangan sia-siakan peluang untuk bersolat jemaah dengan puluhan ribu, bahkan jutaan orang Islam di Makkah dan Madinah pada musim haji dan lain-lain. Amatlah rugi kalau kita buat begitu dengan sebab perbezaan mazhab sahaja. Sayang seribu kali sayang. Beginilah kelicikan syaitan dalam menipu ramai manusia melainkan orang yang berilmu dan mendapat hidayah Allah subhanahu wata‘ala sahaja.

Buku-Buku Para Penentang Wahhabi

    Terdapat banyak buku yang ditulis oleh para ulama untuk membahaskan persoalan-persoalan yang ditimbulkan oleh Imam Ibnu Taimiyyah dan golongan Wahhabi, antaranya ialah:

  1. دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه: للإمام أبي الفَرَجِ عبد الرحمن ابن الجوزي. تحقيق: الشيخ حسن السقَّاف. دار الإمام النووي، الطبعة الثالثة، 1992م.
  2. السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي: للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي. دار الفكر المعاصر ببيروت، الطبعة الثانية، 1990م.
  3. لزوم طلاق الثلاث دفعة بما لا يستطيع العالم دفعه: للعلامة محمد خضري بن عبد الله بن مايابي الجنكي الشنقيطي، مفتي المدينة المنورة، المتوفى عام 1353هـ. مكتبة الإيمان بالمدينة المنورة، 1989م.

Doa dan Harapan

    Semoga Allah subhanahu wata‘ala memberikan kita ilmu yang berguna, hidayah, rahmat, maghfirah, warak, takwa, rasa hormat kepada orang yang lebih alim, serta menyedari kelemahan dan kejahilan diri sendiri.

    Ya Allah, ya Tuhan kami Yang Maha Berkuasa lagi Maha Pemurah, jadikanlah kami semua sebahagian daripada ahli syurga-Mu, dan kurniakanlah kepada kami amalan, sifat, adab, akhlak, hati, roh dan jiwa ahli syurga. Lindungilah kami semua daripada api neraka dan segala sifat buruk ahli neraka. Amin, ya Hayyu, ya Qayyum, ya Zaljalali wal-Ikram.

 

Disediakan oleh:

Al-Faqir ila Rahmatillahi wa-Ghufranih: Abu ‘Abdil Wadud bin ‘Abdil Wahhab

Selasa, 6 Jumadal Akhirah 1442 Hijri = 19 Januari 2021 Masihi.



[1] Sila rujuk: al-Mausu‘ah al-Muyassarah 1/164.

[2] Sila rujuk: al-A‘lam oleh az-Zirikli 1/144 & 4/302.

[3] Sila rujuk: al-A‘lam oleh az-Zirikli 6/129.

[4] Hadis ini sahih dan diriwayatkan oleh Imam al-Bukhari rahimahullah daripada Abu Hurairah radhiyallahu ‘anhu, dan juga oleh Imam Ahmad dan al-Bukhari rahimahumallah daripada ‘Abdullah bin ‘Umar radhiyallahu ‘anhuma. Sila rujuk: al-Jami‘ as-Soghir oleh Imam as-Suyuti, hadis no. 776.